الجمعة , أكتوبر 4 2024
أحدث الإضافات
أنت هنا: الرئيسية / أخبار التاريخ والمؤرخين / الإعلان عن تنظيم الأيام الوطنية الثامنة والعشرين للجمعية المغربية للبحث التاريخي في موضوع: المغرب الصحراوي وإسهاماته في ربط الصلات بين المغرب ودول إفريقيا الغربية جنوب الصحراء

الإعلان عن تنظيم الأيام الوطنية الثامنة والعشرين للجمعية المغربية للبحث التاريخي في موضوع: المغرب الصحراوي وإسهاماته في ربط الصلات بين المغرب ودول إفريقيا الغربية جنوب الصحراء

الأيام الوطنية الثامنة والعشرون للجمعية المغربية للبحث التاريخي

المغرب الصحراوي وإسهاماته في ربط الصلات

 بين المغرب ودول إفريقيا الغربية جنوب الصحراء

 

أيام 25  – 26 و27 أبريل 2024 بمدينة السمارة

 

يستطيع زُوار بلدان إفريقيا الغربية جنوب الصحراء أن يتبينوا في أحوال أهلها وثقافتهم وأنماط عيشهم كثيرا من ملامح التشابه مع أهل المغرب وحضارته؛ سواء في عادات اللباس أو الأكل، أو في بعض أشكال العمارة، وأكثر في أنماط التدين أو في الفكر والثقافة. وتزداد ملامح التشابه وضوحا، وإن تغيرت أو اصطبغت بعناصر البيئة المحلية، كلما أمعنوا النظر في المجالات الواقعة في التخوم الصحراوية لبلاد المغرب، أو في المجالات الصحراوية الشمالية لتلك البلدان، حيث يبدو الأمر هناك أقرب إلى حالة من المثاقفة والتفاعل بين هذه المجتمعات والحضارات التي تجمعها الصحراء الكبرى باعتبارها مجال حركة (Espace movement) كما سماه “فرنان بروديل” (Fernand Braudel)، مثلها في ذلك مثل مجال البحر المتوسط في تاريخه وحاضره.

بالنسبة لبلاد المغرب، وفي الوقت الذي ظلت فيه واجهته الشمالية بوابته للانفتاح على فضاء حضاري كبير هو المجال المتوسطي، لم يكن المغرب الصحراوي بامتداداته العميقة في الصحراء الكبرى منطقة هوامش أو أطراف طيلة حقب تاريخية طويلة، بل كان مجال ربط وطريق سيار لعبور السلع والأفكار والمعتقدات والقيم، ليس فقط بين المغرب وجنوب الصحراء، بل بين هذه الأخيرة وعوالم البحر المتوسط وحضاراته، وذلك كله قبل أن يُفْتِر نزوع الأوربيين للتحكم في ثروات تلك البلدان، خلال الحقبة « الحديثة »، دور وساطة المغرب وسيولة تلك الصلات، وقبل أن يقطع الاستعمار أوصالها إلى حين.

لم يكن المغرب الصحراوي مجهولا في الكتابات القديمة، غير أن المعلومات الخاصة بالحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية فيه باتت شبه واضحة في أوصاف الجغرافيين الأوائل، وتطورت هذه الصورة عبر ما أنتج من مؤلفات طيلة العصرين «الوسيط» و«الحديث»، ثم اغتنت بالمعطيات من خلال ما خطه الأوربيون، وكان لنشاط فرق البحث التابعة للمؤسسات العلمية والعسكرية الكولونيالية دور مهم في تحسن تلك المعرفة رغم ما شابها أحيانا من تصورات مسبقة وتوجهات إيديولوجية.

ومن المهم الإشارة إلى أن ما أثبتته بعض الدراسات عن قِدم العلاقات بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، وامتداد تلك العلاقات إلى العصر القرطاجي حيث يرجح البعض وصول القرطاجيين إلى نهر السينغال، وأكثر خلال العصر الروماني كما تؤكده القطع النقدية والأيقونات المكتشفة في بعض ملاحات تغازى، تسمح بتأكيد القول بأهمية البحث الأركيولوجي وما قد يقدمه من إضافات في هذا الجانب. كما أن ما تكتنزه خزانات المغرب الصحراوي وزواياه، وكذلك خزانات بلدان السودان الغربي من رصيد وثائقي وعلمي، نوازلي وفقهي وغيره، كفيل باستكشاف واقعه الاقتصادي والاجتماعي والفكري، وفهم عمق العلاقات بينهما خلال معظم الحقب والفترات.

لقد كانت التجارة البعيدة المدى، المحلية والجهوية والعالمية، التي تنطلق خيوط مسالكها ومعاملاتها من الحوض الغربي للبحر المتوسط، ثم تخترق بلاد المغرب وتتشعب بعدها وسط المغرب الصحراوي، لتصل إلى بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الشريان المركزي لكل الأواصر التي ربطت هذه المجالات، وقد عبرت سلع الجنوب ومعادنه وثرواته مجالات المغرب الصحراوي نحو الشمال في كثير من الفترات، وعبره التجار حاملين سلع الشمال نحو الجنوب، فكان لتجاره ولمدنه وقبائله وقصوره دور أساس في تنظيم ذلك العبور، وفي سلاسة انتقال الأموال والسلع والأفكار والمعتقدات وأنماط العيش عبره شمالا وجنوبا. ويبدو أن تاريخ التجارة الصحراوية وموقع المغرب الصحراوي منها يحتاج إلى مزيد من الاستكشاف، وخاصة إذا تم النظر إليه من زاوية التاريخ العالمي، عبر إبراز أنماط التفاعل بين المحلي والإقليمي وما فوق إقليمي، وفي إطار التاريخ الشمولي.

ومن أجل فهم أدق لتاريخ المغرب الصحراوي وموقعه ضمن الروافد الأساسية التي صاغت هوية المغرب اليوم، تحتاج بعض المفاهيم إلى تدقيق القراءة ومزيد من البحث في دلالاتها من مختلف أصناف المصادر، مع استحضار حمولتها الثقافية والبيئية والاجتماعية والتاريخية بشكل عام، من قبيل الصحراء والقفر والقبيلة والواحة؛ إذ من شأن ذلك أن يُسهم في التعريف بأهل المغرب الصحراوي سواء في تنظيماتهم الاجتماعية ودورها في تدبير المجال وإكراهاته، أو في الخبرات والمهارات التي راكموها في التعامل مع الصحراء بيئة للعيش والسكن، أو مجالا تخترقه مسالك العبور الكبرى بين شمال الصحراء وجنوبها، أو حتى منطلقا مؤسسا لتجربة الدولة المغربية المركزية والتي صاغت خصوصية الهوية الجيوسياسية المغربية منذ المرابطين من صنهاجة الصحراء على الأقل.

وإلى جانب ما سبق، فإن استجلاء الجوانب الدينية والفكرية التي تجمع بين المغرب وبلدان إفريقيا الغربية جنوب الصحراء يمكنه أن يُعرف بدور المغرب الصحراوي في تحويل هذه الصلات إلى وشائج متينة منحت خصوصية متميزة لغرب إفريقيا مقارنة بغيره من مجالات العالم الإسلامي، إذا استحضرنا أن نسبا كبيرة تكاد تتجاوز ثلثي مسلمي إفريقيا جنوب الصحراء يتمركزون حاليا في الغرب الإفريقي، وهم من أهل المذهب المالكي، وبثقافة دينية وكتب لعلماء مغاربة، ومؤسسات عبرت في أغلبها المغرب الصحراوي أو انطلقت منه نحوها، سواء تعلق الأمر بكتب الفقه والحديث والسيرة، أو بمؤسسة المسجد والكتاتيب وغيرها، حيث لا تكاد تميز فيها بين أهل المغرب وأهل إفريقيا جنوب الصحراء. وكذلك الأمر بالنسبة للصوفية إذ أسهمت التيجانية والقادرية التي نهلت من الرصيد الروحي المغربي في نشر الإسلام الصوفي بخصوصياته المغربية في مختلف ربوع إفريقيا جنوب الصحراء. ومن ميزات المغرب الصحراوي أن يحتضن كل صور هذه المثاقفة ويتمثلها وقد عبرته أو انطلقت منه في حقب مختلفة.

في ظل هذه السياقات، تروم الجمعية المغربية للبحث التاريخي، من خلال أيامها الوطنية الثامنة والعشرين، مزيدا من استكشاف تاريخ المغرب الصحراوي، واسترداد الحديث والبحث في بعضٍ من أدواره الأساسية في ربط الصلات بين بلاد المغرب وبلدان إفريقيا الغربية جنوب الصحراء، ومدى إسهامه في رسم ملامح هوية المغرب المعاصر مجتمعا وثقافة، ولن يتحقق هذا سوى بمحاولة تجديد القضايا والأسئلة.

ونعتقد أن التأمل في تاريخ هذه الحالة من المثاقفة والتفاعل المتبادل بين المغرب ودول إفريقيا الغربية جنوب الصحراء، وموقع المغرب الصحراوي في تحققها عبر الوصل العابر للصحراء، لا يمكنه إلا أن يسهم في فهم كثير من محطات تاريخ المغرب وحاضره وموقع المغرب الصحراوي منهما. وهو ما نرجو من الباحثين المتخصصين الإسهام فيه، وذلك عبر المحاور الآتية:

  • المحور الأول: المغرب الصحراوي والتجارة العابرة للصحراء: قراءات جديدة.
  • المحور الثاني: المغرب الصحراوي منطلقا ومعبرا للقيم والثقافة بين جنوب الصحراء وشمالها.
  • المحور الثالث: إسهام بنيات المجتمع الصحراوي وتنظيماته في ربط الصلات بين الشمال والجنوب.
  • المحور الرابع: موقع المغرب الصحراوي ضمن الروافد المشكلة للهوية المغربية.

ويسر الجمعية المغربية للبحث التاريخي أن تستقبل ملخصات المهتمين ومشاركاتهم وفق الرزنامة الزمنية الآتية:

 الإعلان عن موضوع الأيام الوطنية الثامنة والعشرين 27/ 10/ 2023.

آخر أجل للتعبير عن الرغبة في المساهمة وإرسال الملخص واستمارة المشاركة في الندوة 15/ 11/ 2023.

الرد على أصحاب الملخصات المقبولة بعد موافقة اللجنة العلمية 20/ 11/ 2023.

آخر أجل للتوصل بالمقالات في صيغتها النهائية وفق ضوابط النشر الموجودة على موقع الجمعية 16/ 02/ 2024، ويظل قبولها النهائي رهينا بقرار التحكيم العلمي.

إعداد الكتاب للنشر برسم 2024.

للتواصل وإرسال الملخصات والمقالات يرجى اعتماد البريد الإلكتروني الآتي:  amrh.association@gmail.com

 

تحميل ورقة الأيام الوطنية 28 بصيغة pdf:  

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .