تلقينا ببالغ الأسى وعميق الحزن، نبأ وفاة الأستاذ زكي مبارك. وبهذه المناسبة الأليمة يعبر أعضاء مكتب الجمعية المغربية للبحث التاريخي عن تعازيهم الحارة لأصدقائه وذويه ولكل المؤرخين المغاربة وأعضاء الجمعية، الذين فقدوا بموته باحثا متميزا ومناضلا مستميتا عن أفكاره، ويدعون له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جنانه ويجازيه أحسن الجزاء على ما قدمه للبحث التاريخي المغربي، وخاصة في الفترة المعاصرة ، ويدعون لأهله بالصبر والسلوان، أعرف الفقيد منذ أزيد من ثلاثة عقود، باحثا منقبا، مهووسا بالوثيقة، ومنفتحا وميالا إلى التجديد، وخزانا من الأفكار والمشاريع الجريئة. مبادرا إلى فتح المجال للنشر من خلال مجلة المغرب أوربا بالفرنسية، كما كان من أوائل من أصدر جريدة أسبوعية خاصة بقضايا التاريخ، حافلة بالوثائق والصور والمقالات المثيرة، وحظيت باهتمام شريحة كبيرة من الناس، في زمن عصيب وصعب، بكل جرأة وحرية، كما نذكر صولاته وجولاته في الندوات، وفي التوثيق للمقاومين والبحث عن الأسرار والخبايا، وفتح النقاش. كان رحمه الله جذوة من الحماس والنشاط، وشخصية محبوبة بانفتاحها على النقاش واستماتتها في الدفاع عن مبادئها وآرائها، ومحورية في جل المنتديات. وقد أسفنا حين ابتلي بالمرض الذي حد من حيويته، فعانى لسنوات منه، والذي لم يفلح في إطفاء جذوة فكره الوقاد، لكن الجسم الذي عانى من وهن السقم، أخلى بهمة صاحبه وألقى بسلاح المقاومة وأخلد به إلى السكينة الأبدية. أدعو الله سبحانه أن يغدق عليه من شآبيب رحمته وينعم عليه بعفوه ورضاه وأن يسكنه جنة الفردوس التي وعد بها عباده الصالحين، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون
عن مكتب الجمعية المغربية للبحث التاريخي
عثمان المنصوري
