Désolé, cet article est seulement disponible en العربية.
Vous êtes ici: Accueil / Avec Les Chercheurs / (العربية) مقال رأي للأستاذ إبراهيم القادري بوتشيش: ألم يحن الوقت لإعداد أطروحات جامعية حول آلام ومعاناة المرأة في التاريخ الراهن؟
Désolé, cet article est seulement disponible en العربية.
تحية إجلال وتقدير للأستاذ المحترم إبراهيم القادري بوتشيش،
إنها فكرة مميزة للتأكيد على دور المرأة المغربية في الكفاح ، لأن التاريخ حافل بمسار نساء خالدات قاسين العذاب في المعتقلات السرية وتعرضن لاساليب قمعية شرسة كالعنف الجسدي والنفسي.
غير أنه لا ينبغي تقديم صورة المرأة المغربية خلال هذه الفترة كإمرأة معنفة، مسلوبة الإرادة، مغتصبة، بل العكس من ذلك يجب التأكيد على دورها النضالي الذي عرفت بداية مساره منذ عهد الحماية من خلال حملها للسلاح وصمودها أمام المستعمر.
وتبقى السيدة مليكة الفاسي رمزا من رموز النضال النسائي المتعدد الأوجه .
إلا أن التطرق لمثل موضوع “آلام ومعاناة المرأة في التاريخ الراهن” يبقى محصورا زمانيا ومكانيا، والخوض فيه لا يمكن أن يتعدى بضع دراسات تكون قد أحاطت بجميع جوانبه.
شكرا، مع خالص التقدير.
استوقفتني في هذا المقال للأخ الكريم الأستاذ إبراهيم القادري بوتشيش أول جملة : ” ليس من باب التطاول ، ولا من باب تجاوز التخصصات..” ، وكأني به يريد أن يقول لمن قد يتساءل عن علاقة هذا المؤرخ الوسيطي بالتاريخ الراهن والمعاصر، إن تناولي لهذه المواضيع لا يعد تطاولا ولا تجاوزا للتخصص.
إن المتتبع لمسيرة الأستاذ بوتشيش ، لا يمكنه إلا أن يعجب بقدرته على الكتابة والعطاء، والبحث عن المواضيع المبتكرة، ومسايرة مستجدات البحث، مع اهتمام بالقضايا المعاصرة، وخاصة منها تلك المطروحة في وسائل الإعلام. وهي قضايا عديدة، تصدى لها في الغالب أناس غير متخصصين، ونحتوا تاريخا خاصا بهم، مستغلين ابتعاد المؤرخين عن الإدلاء بدلوهم في هذه القضايا.
لقد برهن الأستاذ القادري بوتشيش عن قدرة المؤرخ على الخوض في هذه القضايا، وتقديم نماذج من التاريخ، وربطها بالحاضر، لفهمها والتعرف على امتداداتها، وتبديد الأخطاء الرائجة حولها.
لقد بنينا نحن المؤرخون حول أنفسنا أسوارا منيعة، وقيدنا أقلامنا بحجج متعددة، وفهمنا التخصص على أنه انغلاق وتقوقع في حقب تاريخية بعينها، وحرمنا على أنفسنا وعلى غيرنا الخروج منها. ومنا من استمرأ هذا التقوقع، فانقطع عن الإنتاج بالمرة. كما أننا قيدنا أنفسنا بكتابة أكاديمية، لا يفهمها إلا المتخصصون، ونسينا هذا الكم الكبير من القراء غير المتخصصين، والمتعطشين إلى كل جديد في مجال البحث التاريخي، والذين يحتاجون إلى لغة ميسرة، وتفسير لما يعاينوه حاليا من قضايا، تجد معظمها تفسيرها في التاريخ.
هل يمكن الحديث عن تخصص حقيقي؟ وهل يجب على من تخصص في التاريخ القديم مثلا أن يبقى كل حياته رهينا لهذا التخصص الذي اكتسبه في بضع سنوات؟ مع أنه أصبح عمليا متخصصا في حقبة تاريخية أخرى بحكم تدريسه لها مثلا في الجامعة لعقود من الزمن؟
لقد رأينا في الجامعة أساتذة كبارا بدأوا مسيرتهم العلمية في التاريخ الوسيط، ولكنهم اشتغلوا أيضا على التاريخ المعاصر، ومنهم من انتقل من التاريخ القديم إلى المعاصر، ومنهم من انتقل من حقل الأدب والفلسفة إلى حقل التاريخ. التاريخ المعاصر مثلا، كان إلى التسعينيات من القرن الفائت تاريخ القرن التاسع عشر، وقلة قليلة من الدراسات اهتمت بعهد الحماية، والنادر منها اهتم بما نسميه حاليا التاريخ الراهن، ونعني به ما بعد الاستقلال إلى الآن. وكما أن باحثا في التاريخ المعاصر يبحث في التاريخ الراهن، بدون أن يدرس هذا التخصص في الكلية، فإن زميلا له في التاريخ الوسيط يمكنه أن يبحث فيه أيضا. التخصص ينتج عن اهتمام واسع بالفترة، واطلاع على ما يكتب فيها، وعلى المناهج المستعملة في بحثها، أي التمكن من المنهج، والاطلاع الواسع، وتفهم طبيعة الفترة المراد البحث فيها.
هذا لا يعني فتح الباب أمام كل من هب ودب للبحث في أي مجال، بدون إعداد العدة. الباحث الحقيقي يمتلك الأدوات الفكرية والمنهجية لتملك التخصص، ويغذيهما بالاطلاع الواسع والمتابعة، وهو ليس أقل باعا من الصحافي والحقوقي والسياسي وغيرهم ممن ينبرون لكتابة التاريخ بدون زاد معرفي ومنهجي.
لذلك أحيي في الأخ القادري جرأته، ومشاركته المحمودة، التي يجب أن يقتدى بها.
وبالنسبة لموضوع المقال، أجده مؤثرا جدا، ومؤلما، لأنه يلامس ملامسة خفيفة معاناة المرأة ضمن ما عاناه المغاربة في فترات من تاريخهم، حيث ديست إنسانيتهم، وأهينت كرامتهم، بدون أن يرد لهم الاعتبار في الغالب. أي اعتبار يمكن أن يرد إلى من تعرضت للاغتصاب، والقهر والسجن والتعذيب، وقد تخرج من السجن، لتجد أن معاناتها وسنوات محنتها غابت في متاهات النسيان، ولا أحد يذكر أو يقدر ما قدمته للوطن. قد تكون الشهادات صادمة ومؤثرة ، ولكن التاريخ كذلك، ولا نملك أن نتصرف فيه. وعلى ذكر الاغتصاب، فالشهادات كثيرة عن تعرض الرجال أيضا للاغتصاب والتعنيف الجسدي ، مما لا مجال للخوض فيه، والغرض دائما، إذلال المعني وإهانته، وكسر شوكة معارضته. لكن الحسرة دائما هي حين يخرج من معاناة السجن، ليجد أن ما كابده ضاع هباء، وأن لا أحد يأبه لتضحياته. لذلك فالتطرق لهذه المواضيع يعيدها إلى الواجهة، ويعطي لأصحابها بعضا من الاعتبار، وحبذا لو وضعت تقارير هيئة الإنصاف والمصالحة بين أيدي الباحثين، وعندئذ فقط تكون المصالحة الحقيقية.
شكرا أخي إبراهيم القادري بوتشيش على جهودك، ومتمنياتي لك بالمزيد من التوفيق
في الواقع وكما تعودنا من العلامة المغربي القدير الدكتور بوتشيش أن يضع يديه على الجرح ليس بغرض الألم ولكن بغرض التنبيه والالتفات إلى مشاكل المجتمع المعقدة والتي نادراً ما تكون موضع اهتمام نتيجة الخوف الدائم من التطرق لقضايا شائكة وخاصة قضايا المرأة وهذا المقال أعتبره مصارحة جريئة تفتح بابا لمن يجرؤ فقط ولكن السؤال الملح والذي يحتاج لاجابة هل هناك من يجرؤ بالفعل؟
السلام عليكم ،
مرة أخرى أحيي الدكتور إبراهيم بوتشيش على هذا المقال الرائع الذي ينصف المرأة من جانبين : فهي لا تزال مقصية في الكتابة التاريخية باستثناء بعض الأطروحات . كما انصفها من خلال استخراج معاناتها, أتساءل مع الدكتور : هل المصادر التي أوردها مكتوبة وشفوية كافية لكتابة أطروحة عن معاناة المرأة سجينة الرأي في المغرب، أم ما أوردتموه هو نماذج من مجموعة مصادر أخرى . أتمنى أن أقرأ المزيد عن هذا الموضوع الشيق وأن نغير عقليتنا في الاهتمام بتاريخ المرأة . مرة اخرى أشكر الموقع الذي أتاح لنا فرصة الاطلاع والاستفادة
ليس من السهل ان نكتب التاريخ أو أن نستعيد قضاياه ببساطة إذ الأمر موكول إلى عدة معرفية و منهجية قادرة على الحفر في الإشكالات التي تزاوج بين النزعة الفلسفية و المعرفية دون القفز على مقومات التاريخ بخصائصه، و لا نجانب الصواب إذا اعتبرنا أن غالبية القضايا التي لا زالت أسيرة ذهنية الطابو و المحرم ، هي مشاتل للبحث و التنقيب وفق طابع إشكالي محبوك.
في هذا السياق تأتي محاولة أستاذنا الذي جلسنا منه مجلس الدرس ، و نحسب أن أي محاولة مهما كانت الظروف المحيطة بها هي جزء من الالتباس أكثر منها محاول مكتملة الأركان و الخصائص ، و نرجو أن تتاح لنا فرص الكتابة في هذا الموضوع تأسيا بالروح التي نبه بها أستاذنا عسى أن نقدم لهذا البلد بعضا من ديونه المتراكمة علينا .
مرة أخرى أشد على يد أستاذنا و ناتمس منه المعذرة إن كنا مقلين في الكتابة في المواضيع ذات الطابع الإشكالي ، لأننا نشتغل في منطقة نائية تحد من قدرتنا على التواصل الفعال ، فلك مني ألف تحية
شكرًا للباحث الجليل على هذا التنبيه للخوض في موضوع النساء المعتقلات فهن اغتصبن في شرفهن وكرامتهم ونزيد بصمتنا وعدم اهتمامنا بتاريخهن من جرحها الأليم. أنا اثمن الفكرة والتمس من الجمعية المغربية للبحث التاريخي والباحثين والمؤرخين الى الاهتمام بهذا الموضوع ، وشكرا للدكتور المحترم على أثارته.
كان على الأستاذ المحترم أن يكون منصفا وأن يذكر من أين أخذ هذه الأفكار ، يمكن الرجوع إلى مقال الأستاذ محمد سعدي من جامعة محمد الأول بوجدة والمنشور ضمن كتاب هام حول التاريخ الشفوي والصادر عن المركز العربي للدراسات والأبحاث لمعرفة الحقيقة. وشكرا لكم على النشر