الأربعاء , نوفمبر 5 2025
أحدث الإضافات
أنت هنا: الرئيسية / أرشيف مواد الموقع / الأيام الوطنية الواحدة والعشرون للجمعية المغربية للبحث التاريخي
  • Le titre du slide

    Caption of the slide

  • Le deuxième slider

    Ceci est le titre de cette image

الأيام الوطنية الواحدة والعشرون للجمعية المغربية للبحث التاريخي

الأيام الوطنية الواحدة والعشرون للجمعية المغربية للبحث التاريخي

تحت عنوان: العنف في تاريخ المغرب

JN XXI 

ورقة الأيام الوطنية

يحظى موضوع العنف براهنية كبيرة، في ظل تنامي هذه الظاهرة، وتهديدها لقيم الإنسان ومستقبله ووجوده، بما يبعث على القلق، وهي ظاهرة معقدة يتداخل فيها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والقانوني والثقافي. لذا، حظي موضوع العنف باهتمام مجموعة من العلوم الاجتماعية من أنتروبولوجيا وعلم اجتماع وعلم نفس اجتماعي وغيرها، ولم يبق التاريخ بعيدا عن الخوض في الموضوع، إذ عمل المؤرخون بدورهم على تفكيكه والحفر في أصوله، والكشف عن أنماطه وأساليب تحوله، ومعرفة تجلياته.

يحضر العنف بقوة في أحداث التاريخ المغربي عبر العصور، بصفته خطابا أو فعلا مؤذياً، يقوم به فرد ضد آخر أو جماعة ضد أخرى، ويتخذ أشكالا ومظاهر متعددة. فهو من  المعالم البارزة في سيرورة الأحداث التاريخية، ولذلك أولاه الإخباريون اهتمامهم وتركيزهم، وتعامل الكثيرون منهم معه، بمنطق التأييد والتبرير لتثبيت الأمن ودرء الفتنة وما يترتب عنها. ولم يَحِد المؤرخون أيضا عن طرْق موضوع العنف، بشكل أو بآخر، بمقاربات مختلفة ومتعددة، تعكس تعدد أنماط هذه الظاهرة وتنوع تجلياتها.

يتجسد العنف في مجالات متعددة، متداخلة ومركبة، ففي المجال السياسي، حيث غلبة السلطة وقهرها، يحضر العنف الذي يمنح “الشرعية” بمختلف أشكاله بفعل الصراع من أجل السلطة، فتبرز تمظهراته الجسدية والنفسية من سجن، وجزٍّ للرؤوس، وبتر للأعضاء، وسمل للعيون، وسلب للأموال، ونفي وتشريد… ويترجم هذا الصراع، في مناسبات عدة، في حروب دموية شرسة، تعتبر أجلى مظاهر العنف والعنف المضاد. وعموما، يرسم العنف في الحقل السياسي التاريخي المغربي صوراً عن علاقة الدولة برعاياها، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، بعضه في إطار مؤسساتي منظم، وبعضه خارج ذلك الإطار، حتى يمكن القول إن تاريخ الدولة المغربية هو تاريخ السلطة التي تمارس العنف.

لا يقتصر العنف على المجال السياسي، إذ نجده حاضرا أيضا في المجال الاجتماعي بأشكال متعددة، بعضها شخصي والآخر مؤسساتي، ومنها الفطري، وكذا المكتسب. ويوفر المجتمع لنفسه سبل قبول العنف والمصادقة عليه ثقافيا، ويمنحه “شرعية” مغايرة لشرعية العنف السياسي، وبخلفيات مادية ورمزية – ثقافية، من تمييز بين النوع، وتمييز في الحقوق، وتضييق على الأقليات، وعدم تقبل الاختلاف وسوء تدبيره…، وعلى النقيض من ذلك، تسعى أطراف اجتماعية أخرى إلى تحريم العنف وتجريمه.

للعنف أشكال متعددة أخرى، فالتمييز عنف، والتضييق على الأقليات عنف، وعدم تقبل الاختلاف، وسوء تدبيره، يؤدي إلى العنف، والحرمان من الحقوق الأساسية عنف، والتعسف في العقاب، والمبالغة فيه عنف. والأمثلة كثيرة في تاريخ المغرب على مدى الفترات التاريخية لأشكال العنف الذي عانى منه المغاربة، سواء في الداخل، أو عندما اضطروا إلى الهجرة بسبب النفي أو التضييق، أو لأسباب اقتصادية، وما مثل المورسكيين مثلا، ونفي القادة والمعارضين، وما تعانيه الجاليات المغربية في دار الغربة إلا بعض أشكال العنف الذي يعانيه هؤلاء.

إن الأمثلة عن أشكال العنف الذي عانى منه المغاربة كثيرة في تاريخ المغرب، سواء في الداخل أو عندما اضطر بعضهم إلى الهجرة الطوعية أو القسرية، وما تعرضوا له من عنف في أماكن استقرارهم الجديدة.

وبحكم التفاعل الجدلي بين الإنسان والمجال الطبيعي، يمكن أن نستحضر عنف الطبيعة، وما يمكن أن يحدثه من تأثير في الذهنيات، فالكوارث الطبيعية والأوبئة والمجاعات، وما يرافقها من خسائر في الأرواح وفي العمران البشري، قد تكتسي طابعا متفردا من العنف الذي يهدد البقاء ويدمر مختلف مظاهر المدنية، وقد يستتبع ذلك طقوسا وعوائد يغذيها ما يمكن التعبير عنه بغضب الطبيعة، المفضي إلى العنف الذي قد يتجاوز أحيانا قدرة الإنسان على المواجهة، وغير خاف ما لعنف الطبيعة من تأثير عميق في مجريات الأحداث وتبدل الأحوال عبر مختلف مراحل التاريخ البشري.

من العسير استعراض كل ما يتعلق بالعنف، من أسباب، ومظاهر، وتداعيات…، في هذه الورقة الموجزة، الهادفة إلى تقديم بعض الأفكار والتساؤلات التي من شأنها تحديد الإطار العام لموضوع الأيام الوطنية الواحدة والعشرين: العنف في تاريخ المغرب. وتفسح المجال للباحثين للمشاركة في هذا الموضوع المغري، الذي قد تجد كثيرٌ من أشكاله الراهنة تفسيراً لها في التاريخ.

ونقترح لهذه الأيام بعض المحاور المساعدة :

  •    تطور مفهوم العنف عبر تاريخ المغرب
  •  الكتابة التاريخية والعنف
  •    مصادر العنف في التاريخ المغربي
  •    العنف وسياقاته التاريخية
  •   أسباب العنف
  •    مظاهر العنف وتجلياته في تاريخ المغرب
  •    تجليات العنف:
  • ·      العنف النفسي/ العنف الجسدي
  • ·      العنف المادي/ العنف الرمزي
  •  العنف بين الفعل ورد الفعل
  •  العنف والمجال:
  • ·       عنف الحاضرة وعنف البادية
  • ·      عنف الطبيعة وتأثيره في الذهنيات
  • ·      عنف الغربة والمهجر

تعليق واحد

  1. بداية اتقدم بالشكر للجمعية المغربية للبحث التاريخي لما تقدمه من مواضيع تاريخية تهم الباحث في التاريخ ،وعلى فتح المجال أمام القارئ لمناقشة الأفكار واخضاعها للتحليل العلمي الهادف الى خلق نوع من الانسجام و التكامل بين الكاتب و القارئ .
    تعتبر الدراسة التي قام بها الاستاذ ياسر الهلالي حول” اغتيال السلطان يوسف بن يعقوب المريني” جديدة في موضوعها .جديدة في طريقة معالجتها ،وفي منهجية استغلالها حيث يظهر للقارئ مدى انفتاح الكاتب على موضوع جديد كان ما يزال ينتظر من يقتحمه لسبر اغواره اعتمادا على الوثائق و المصادر التي تشكل المصدر الاساسي لمعالجة العديد من القضايا التاريخية و التي لايزال بعضها في حاجة لمعالجتها بطرق علمية .
    من المعلوم ان الدولة المرينية مند بدايتها عملت على تشجيع حركة التاليف من خلال استقطاب السلاطين لمجموعة من المؤرخين حيث ازدهرت في هذا العهد الكتابة التاريخية و هذا راجع بالاساس الى رغبة الدولة في الدفاع عن نسبها الشريف وتجاوز مشكل الهوية كما ان المصادر التي ألفت في هذه الفترة لا تخلو من مجموعة من الوقائع المهمة التي تساعدنا في استخلاص كل المعلومات المرغوب فيها الا انه في بعض الحالات يتعدر علينا تتبع بعض الاحداث ومن ضمنها الحدث المحوري لهذا المقال فمن خلال اطلاعي على المقال ورد عندي إشكال فيما يتعلق باغفال المصادر وعدم تفصيلها حول حادث الاغتيال رغم أنه يدخل في خانة الحدث السياسي و يمس البلاط بالدرجة الاولى ، خاصة وأنكم أبرزتم مجموعة من الاسباب التى ادت بالمؤرخين الى اغفالها ،الم تقف الاحداث التي عرفها المغرب اثر وفاة السلطان من ثورات واضطرابات أمام اغفال المؤرخين لتفاصيل هذا الاغتيال ؟.
    ان مسألة اغتيال السلطان المريني تتداخل فيها عدة عوامل من الصعب معرفتها بطريقة دقيقة خاصة وان الاغتيال ارتبط بحدث سياسي و عسكري تمثل في بناء المنصورة .
    من خلال دراستكم وتحليلكم لمجموعة من القضايا الواردة في المقال وعلى رأسها قضية “الكرامات “، وما لهذه الاخيرة من نفود قوي في ذهنية المغاربة خاصة في العصر الوسيط ،هذا النفود الذي اقترن بالأساس بمجموعة من الأدوار التي لعبتها هذه الفئة خاصة في فترة الأزمات وهنا جاء ذكركم لتجاوز السلطان لرأي الوالي أبي زيد عبد الرحمان الهزميري الاخماشي هذا الاخير الذي توسط بالسلطان لرفع الحصار على تلمسان ، من خلال هذا الرفض يمكننا فهم مدى قوة وتحدي السلطان و رغبته الجامحة في حصار تلمسان خاصة و أن هذا الأخير قام بحصارها خمسة مرات و هذا راجع بالأساس الى كثرة الاختلافات مع بنو عبد الواد ،كما ان كثرة الثورات التي عرفها عهد هذا السلطان كثورة ابن عمه محمد بن ادريس بن عبد الحق وغيره ،تمكننا من فهم مجموعة من المعطيات من بينها كترت الناقمين على السياسة المتبعة لدى السلطان المريني في مواجهة اعدائه وبالتالى فالانطلاق من علاقة السلطان بالقوى الثائرة يساعدنا الى حد ما في سبر أغوار هذا الحدث.
    وفي جانب اخر جاء في مقالكم السياسة الخاصة التي يتعامل بها السلطان مع العبيد المخصيين حيث تعتبر عملية الاخصاء بمثابة عمل شنيع عرف مند القدم ويمارس في حق هؤلاء العبيد خاصة وأننا نعلم ان تاريخ الرق بالمغرب يشهد لحسن المعاملة التي تعمل بها السيد مع عبده حيث تختلف تماما عن معاملة الرق في اوربا ،فالمعاملة المغربية تتسم بلانسانية وهذا يتضح في جعل هذا العبد جزءا من العائلة وهنا يستوقفني سؤال حول دور الفقهاء و العلماء في منع هذه الظاهرة ؟ الم يكن الهدف من الاخصاء زيادة قوة العبيد الجسدية من أجل العمل ؟ وما موقف العامة من هذه المعاملة ؟ ومن المرجح ان يكون الدافع القوي لاغتيال السلطان نابع من انتشار هذه الظاهرة؟كما أن احتمال خوف سعادة من ان يلقى نفس المعاملة التي لقيها العبد عنبر جعله يفكر في قتل السلطان قبل أن يقتله .ورغم ذلك تبقى الاسباب غير واضحة و هنا يبرز دور الوثيقة التاريخية في تفسير مجموعة من الوقائع ،الا ان الاشكال الاكبر و كما اوردتم في نهاية مقالكم عن مدى استفادة الاسر الحاكمة و اخدها العبرة من الاغتيالات السابقة هل هذا رجع لبنية السلطة المركزية أم ان الامر يتعلق بغياب الامن ؟
    هذه فقط بعض التساؤلات التي استوقفتنى أثناء قرائتي لهذا المقال ومتمنياتي لكم بالمزيد من التالق و النجاح .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .