بعد انتهاء المعارك العسكرية بانتصار الحلفاء، وبعد مشاركة الجنود المغاربة المتميزة في جبهات القتال، وتقديرا للموقف النبيل الذي عبر عنه محمد بن يوسف تجاه فرنسا، قامت هذه الأخيرة بدعوة العاهل المغربي بشكل رسمي إلى المشاركة في احتفالات الانتصار على النازية. وقد ورافق السلطان في رحلته أولاده الأمراء، وكبار الوزراء والموظفين، ووفد صحفي يمثل عدة منابر إعلامية ناطقة باللغتين العربية والفرنسية. وعلى الرغم من أن الرحلة السلطانية إلى فرنسا سنة 1945م، ليست الأولى، ولم تكن الأخيرة، فإنها شكلت منعطفا حاسما في تاريخ المغرب المعاصر. فبعد إحدى عشرة سنة من هذه الزيارة، سيسترجع المغرب استقلاله، وستدخل العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة، بعدما عرفت توترا بلغ حد نفي عاهل البلاد مدة فاقت السنتين.
ونلفت العناية إلى أننا نروم من خلال إخراج هذا العمل، الإسهام في الجهود العلمية التي يبذلها الباحثون للتعريف بشخصية السلطان محمد بن يوسف، وتسليط الضوء على فترة حكمه وأنشطته المتصلة بالرحلات والزيارات التي قام بها خلال عهد الحماية وبعد الاستقلال إلى العديد من الأقطار العربية والأجنبية، برهانات مختلفة وفي سياقات متباينة. وأملنا الكبير أن نكون بذلك قد فتحنا لأنفسنا وللمهتمين بالموضوع آفاقا جديدة وقدما مسارات بحثية واعدة.