الثلاثاء , سبتمبر 16 2025
أحدث الإضافات
أنت هنا: الرئيسية / مع الباحثين / من أجل ترسيخ ثقافة الاعتراف

من أجل ترسيخ ثقافة الاعتراف

تحية خاصة للأستاذ العميد عبد الرحيم بنحادة

MANSOURI1

بقلم عثمان المنصوري

اجتمع في الأسبوع المنصرم، حشد كبير من رجال الفكر والإعلام والسياسة والجامعيين والمؤرخين، متنوعي المشارب والتخصصات والاهتمامات، في حفل عشاء أقامه أصدقاء زميلنا الأستاذ العميد عبد الرحيم بنحادة. لم يسبق هذه المناسبة إعداد كبير ولا تنظيم استثنائي، والكثيرون لم يعلموا بها، لأن المنظمين أرادوا لها أن تقتصر على قلة من أصدقاء المحتفى به المقربين، في أجواء أشبه بالعائلية. إلا أن الحضور مع ذلك كان كبيرا، وكأن الحاضرين أرادوا تأكيد تقديرهم لشخص الرجل، ولما أسداه من خدمات لكلية الآداب بالرباط وللجامعة وللبحث العلمي، وكذا لخصاله المتميزة التي جعلته قريبا من الجميع، وأكسبته صداقات متعددة بالمغرب وبالخارج.

         ومع احترامنا لهذه المبادرة المحمودة، وتقديرنا وشكرنا للقائمين عليها، فإننا في الجمعية نعتقد أن الزميل عبد الرحيم بنحادة، يستحق المزيد من التكريم والاعتراف، على مستويات متعددة، ومن جهات مختلفة . وما هذه المبادرة إلا فاتحة خير ، في انتظار أن ينظم له محبوه ومقدروه تكريما على نطاق أوسع، وهم كثيرون، ولا يقتصرون على مدينة الرباط.

         لقد اخترنا في مكتب الجمعية المغربية للبحث التاريخي، أن نقدم هذه التحية/ الشهادة ، باسم أعضاء الجمعية إلى زميلنا الكريم الأستاذ العميد عبد الرحيم بنحادة، بعد أن أنهى مهمته كعميد لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، مستشرفا آفاق أخرى ، نتمنى له النجاح والتوفيق فيها.

         من الصعب أن نضع الأستاذ عبد الرحيم بنحادة في خانة ونحصره فيها، إذ أنه منذ نذر نفسه للبحث التاريخي والتدريس، وهو في تحد دائم مع نفسه، وبحث مستمر عن التغيير والتجديد. فقد اختار في مجال البحث موضوعا عصيا عن التجارة وفي الجنوب المغربي في الفترة الحديثة، ثم انتقل بعد ذلك للبحث في مجال أرحب وأوسع وهو الامبراطورية العثمانية وعلاقاتها بالمغرب، مع ما يستتبع ذلك من إكراهات، وفي مقدمتها التعرف على اللغة التركية والبحث في المخطوطات العثمانية والتنقل المستمر إلى هذا البلد. وخلال عمله، ترك بصماته القوية في كل الكليات التي اشتغل فيها، (أكَادير وفاس والرباط) ونسج صداقات متميزة لم تخبُ بعد مغادرته لها. وحين انتقل إلى كلية الآداب بالرباط، ساهم مع زمرة من زملائه في إعطاء مكانة متميزة للدراسات المتعلقة بالعالم العثماني والمتوسطي، وتخرجت على أيديهم أفواج من الطلبة الذين استفادوا من خبرته ومعارفه.

         وبموازاة مع اهتماماته العلمية، برزت مواهبه الإدارية، حيث أصبح نائبا للعميد ثم عميدا بكلية الآداب بالرباط، التي أشرف على تسييرها بحنكة يعترف له بها الجميع. وقد لمسنا ذلك من خلال المناسبات القليلة التي أتيح لنا فيها أن نعاينه أثناء تدبيره لشؤون الكلية عند تنظيم بعض الملتقيات، ومن خلال تعامله مع الموظفين والأساتذة. لقد خلف العديد من الآثار التي تدل عليه، وأدخل الكثير من التحسينات على المنشآت والبنايات، وفتح المجال للاتفاقيات الوطنية والدولية والشراكات، وتنظيم الملتقيات العلمية وتطوير البنيات الموجودة وتسريع وتيرة النشر للأعمال العلمية والمجلات والكتب. مستفيدا في ذلك من بعض الخصال التي يتسم بها، مثل الصبر والمرونة والتواضع، والقدرة على الاستماع والحوار، والابتكار والاقتراح واتخاذ المبادرات البناءة، مع قوة في الشخصية، وقدرة على تحمل المسؤولية.

         أما الجمعية المغربية للبحث التاريخي، فهو عضو نشيط فيها، وغيور عليها، ومتحمس لكل ما من شأنه أن يطورها، وقد لمسنا ذلك فيه حين عملنا جنبا إلى جنب، فتولى بعض المهام ومنها مهمة نائب الكاتب العام، وبادر إلى اقتراحات كثيرة، وقدم لها الكثير من المساعدات الفعالة، سواء بصفته الشخصية، أو بحكم مهامه الإدارية، بحكم أنها تعتبر مكونا من مكونات الكلية، التي تأسست فيها واختارتها مقرا لها منذ عقود.

         لا يمكننا في هذه الكلمة البسيطة أن نفي حق الرجل، ونعرف بكل مساراته وخصاله ومميزاته، وليس هذا قصدنا الأساسي من هذه الكلمة، ولكننا نريد أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا الكبير لكل ما قدمه من خدمات علمية ومادية، وجهود شخصية، للجمعية ولعموم الباحثين، داعين له بالتوفيق في عمله، والنجاح والتألق في مساره العلمي، مع تشوفنا لما هو منتظر منه من العطاء والتألق ، والسلام

 عن المكتب

عثمان المنصوري

رئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .