شارك المؤرخ الفرنسي برنارد روزنبرجي في الملتقى المغربي البرتغالي الثامن، الذي نظم في مدينة مرتولا جنوب البرتغال أيام 30 أكتوبر-1 نونبر 2014, وقد شد انتباه المتابعين لمداخلته حين ختمها بالحديث عن كتابه الأخير الذي أصدره سنة 2008، بعنوان: المغرب في القرن 16، على عتبة الحداثة.
لعل الأجيال العديدة من الباحثين لا تعرف الشيء الكثير عن المؤرخ روزنبرجي، وإسهاماته ، فمعظمهم ازداد بعد السبعينيات، أما المخضرمون منهم، فيذكرونه باحثا متميزا وأستاذا، له إسهامات وازنة في البحث في تاريخ المغرب الحديث، ويذكرون ما خلفته بعض دراساته من تأثير عميق على البحث التاريخي المغربي، وخاصة مقالته الشهيرة التي نشرها في مجلة هسبريس، باشتراك مع المؤرخ المغربي المحنك حميد التريكي، عن المجاعات والأوبئة، والتي تم تعريبها في مجلة كلية الآداب بالرباط، في أعدادها الأولى، من لدن الأستاذين محمد زنيبر وعبد اللطيف الشاذلي، وهي الترجمة التي لا يعرف عنها روزنبرجي شيئا لحد الآن. وسأستعين بمقتطف من مقال / قراءة للأستاذ لطفي بوشنتوف في موقع رباط الكتب، للتعريف أكثر بالمؤلف والكتاب، ويمكن لمن شاء التعرف بالتفصيل على الكتاب الاطلاع على القراءة كاملة في الرابط التالي: ribatalkoutoub.com/ ?p=1090
” …مؤلف الكتاب Rosenberger Bernard، مؤرخ اشتغل بالتدريس في ثانوية ابن عباد بمراكش ثم في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، مابين سنتي 1957 و1973. كما درس مابين 1978 و1996 في جامعة باريس VIII. وكانت دروسه تنصب على تاريخ العالم الإسلامي في العصرين الوسيط والحديث، وأساسا على بلاد المغرب وعلاقاتها مع أوربا المتوسطية. ولا زال إلى غاية تقديم هذه القراءة حاضرا على المستوى العلمي، حيث شارك في فبراير من سنة 2010 في برنامج خميسيات معهد العالم العربي/Les jeudis de l’I.M.A. ، والذي خصصه المعهد المذكور لمناقشة هوية شخصية ليون الإفريقي ولأشكال التواصل الثقافي بين ضفتي المتوسط.وخلال مساره العلمي المتميز، ومنذ سنة 1964 على وجه الخصوص، أغنى بيرنار روزنبيرجيالمكتبة التاريخية المغربية بدراسات قيمة أثرت إلى حد كبير في فهم وتفكر تاريخ المغرب الحديث.
والكتاب، الموسوم المغرب في القرن 16: على عتبة الحداثة، ثمرة سلسلة محاضرات وعددها خمسة، ألقاها المؤلف في معهد العالم العربي monde arabe du l’Institut في باريس، في شهري نوفمبر وديسمبر من خريف سنة 1999. وهو مقترح تركيب une synthèse، اعتمد على أبحاث بدأت مند أزيد من 30سنة، بقصد إعداد أطروحة في موضوع المغرب أمام توجهات المبادلات العالمية الجديدة: منتصف القرن 15-17، أسند الإشراف عليها للأستاذ Claude Cahen. ولأسباب متعددة لم تترتب على هذه النية سوى مقالات ومداخلات مبعثرة. وغدت هذه الدراسات الجزئية فصول هذا الكتاب.وقد صدر الكتاب بطباعة فاخرة، في ستة فصول وتنبيه ومقدمة وخاتمة، متضمنا دعامات مساعدة على القراءة، متمثلة في خرائط وتصاميم وجداول ورسوم ومبيانات ومعجم مصطلحات وقائمة السلاطين والملوك المغاربة والأتراك والبرتغال والأسبان والانجليز والفرنسيين في القرن 16 وببليوغرافية منتقاة…”.
غلاف الكتاب
في التصريح الذي أدلى به الأستاذ روزنبرجي، أكد على أهمية الكتاب الذي يتضمن خلاصة سنوات من التجربة والبحث في تاريخ المغرب الحديث، وكان أحد ثلامذته القدماء قد أقنعه بطبعه، فمكنه من مادة الكتاب، وتولى نشره، وطبع في حلة أنيقة، وتسلم منه خمسين نسخة. إلا أن أخبار الكتاب والناشر انقطعت عنه منذ ذلك الحين.
اتصل به العديد من المهتمين والباحثين يستفسرون منه عن مكان بيع الكتاب، الذي لم يجدوا له أثرا في المكتبات الفرنسية، كما أن عددا آخر من الباحثين أخبروه أن الكتاب غير موجود في المكتبات المغربية. أما الناشر فلا يرد على تساؤلاته، وقد اتضح له أنه يتوفر على الكتاب في نسخ كثيرة.
تساءل الأستاذ روزنبرجي عن الغاية من هذا التصرف، ولمصلحة من يتم تغييب الكتاب وحرمان القراء منه؟ وهل يتعلق الأمر بعنوانه أو مضمونه؟ لأنه لا يجد تفسيرا أو مبررا معقولا ومقنعا لحجبه عن القراء والمتتبعين لتاريخ المغرب، خصوصا وقد صدرت دراسات جديدة عن تاريخ المغرب، وكان بإمكانها الاستفادة مما جاء فيه من اجتهادات، وأخذها بعين الاعتبار.
وبما أنه لا يزال يحتفظ بكل حقوقه، في نشر الكتاب، فقد اتصل ببعض دور النشر، ولاحظ أن تاريخ المغرب لم يعد يغري دور النشر الفرنسية، وهذا بالنسبة له شيء خطير.
كل ما يرغب فيه روزنبرجي هو الحصول على جواب صريح ومحدد عن سؤاله : أين ذهب الكتاب؟ ولماذا لا يجده القراء متيسرا للبيع في الأسواق المغربية والفرنسية؟ فهل من مجيب ؟
شكرا أستاذ على تعريفك بهذا الهرم و نرجو أن يجد نداءه آذانا صاغية
يستحسن تجنب العبارات الطنانة المؤرخ معروف
ٍِـ بلا هرم ـ