جديد إصدارات الجمعية: كتاب العنف في تاريخ المغرب، أشغال الأيام الوطنية الواحدة والعشرين للجمعية المغربية للبحث التاريخي
نشرت بواسطة:ABDELMALEK NASSIRI
بتاريخ08:41
فيمنشورات الجمعية
تعليق واحد

فهرس المحتويات
|
|
|
|
|
5
|
عثمان المنصوري
|
تقديم
|
7
|
|
-
العنف والهجرة أو العنف خارج الديار
|
9
|
ميمون أزيزا
|
هجرة أهل الريف إلى الجزائر، بين قساوة الطبيعة وعنف الاستعمار (1856-1956)
|
11
|
مصطفى المرون
|
المغاربة في أتون الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)
|
25
|
محمد أمطاط
|
العنف والهجرات البينية في المنطقة المغاربية، المغرب والجزائر نموذجا
|
41
|
|
-
العنف في سياقه الفكري والديني
|
59
|
حميد الحداد
|
المقاربة النفسية لظاهرة العنف: نماذج من البحث التاريخي المغربي
|
61
|
إبراهيم القادري بوتشيش
|
نصائح الآداب السلطانية كآلية استباقية لتجنب العنف بمغرب العصر الوسيط
|
85
|
أحمد الصديقي
|
العنف والاضطهاد الفكري بالمغرب والأندلس خلال العصر الوسيط، ظاهرة إتلاف الكتب نموذجا
|
109
|
مولاي هاشم العلوي
|
مجتمع العنف في المغرب، مرصد لمتغيرات التأهيل الاجتماعي والتطورالمعرفي الإنساني: مثال الانتقال من عصر بني مرين إلى عصر الأشراف السعديين والعلويين (1415-1650)
|
137
|
|
-
جغرافية العنف
|
157
|
محمد المعروف الدفالي
|
أسبوع الشمال الدامي، أو عنف آخر لحظات الاستعمار الإسباني
|
159
|
مصطفى غطيس
|
العنف وأشكاله في تاريخ تطوان
|
169
|
عبد المالك ناصري
|
تجليات العنف في عمران مكناس خلال العهد الإسماعيلي
|
201
|
علي بنطالب
|
أساليب العنف المخزني ضد قبيلة مسفيوة سنة 1899م
|
219
|
|
-
عنف المؤسسات
|
229
|
محمد البركة
وسعيد بنحمادة
|
العنف والقضاء بالغرب الإسلامي، جوانب من تعنيف القضاة أثناء التعيين
|
231
|
حميد تيتاو
|
الدولة والعنف بالمغرب الأقصى خلال “العصر الوسيط”: من إكراه الأجساد إلى احتواء الأذهان.
|
251
|
حميد الفاتحي
|
خطاب العنف في الرسائل الموحدية
|
279
|
مصطفى نشاط
|
اغتيال الخلفاء الموحدين والسلاطين المرينيين
|
295
|
عبد الرزاق لكريط
|
عنف جيش البخاري زمن “الفترة” (1727-1757)
|
305
|
|
|
|
تقديم
يسرنا أن نقدم للقارئ الكريم أعمال التظاهرة العلمية التي نظمتها الجمعية المغربية للبحث التاريخي، بمناسبة انعقاد أيامها الوطنية الواحدة والعشرين، بالرباط أيام 14 و15 و16 نونبر 2013، بشراكة مع وزارة الثقافة ومجلس الجالية المغربية بالخارج. وقد اختارت الجمعية لهذه الأيام موضوع العنف في تاريخ المغرب، اعتبارا للحضور الوازن الذي كان وما يزال لهذه الظاهرة في رسم معالم تاريخ المجتمعات البشرية وراهنها.
لقد استلزم تنامي هذه الظاهرة القديمة قدم الإنسان نفسه، وتهديدها لقيمه ومستقبله ووجوده، فضلا عن تعقدها وتداخل العوامل المؤثرة فيها والمتأثرة بها وتعددها، ضرورة الوقوف عندها لتشريحها وتفكيكها واستنطاقها ومقاربتها من جوانب متعددة، واشتغل عليها الباحثون في حقول علم السياسة وعلم النفس والسوسيولوجيا والأنثروبولوجيا وغيرها من التخصصات العلمية، من أجل تبيان أسبابها وتجلياتها ونتائجها العامة. ولا شك أن علم التاريخ يستطيع بدوره الإسهام في تقديم مقاربة يمكن استثمارها لسبر مفهوم العنف وتفسير أسبابه وتأثيراته محليا ودوليا.
لن نضيف شيئا إذا أكدنا على ما للبحث التاريخي من دور في الكشف عن بعض القضايا والظواهر التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ البشري، وتحليلها وتسليط الضوء عليها، وتقديم المعطيات التاريخية المتعلقة بها، واقتراح ما يسمح بفهمها في الوقت الحاضر، لتفادي أضرارها ومنع استمرارها، ومن بين هذه الظواهر يقدم العنف نموذجا حريا بالاهتمام.
عندما نتأمل تاريخ المغرب، نجد العنف حاضرا في جميع مراحله منذ القديم، لارتباطه بالإنسان المصدر الأساس له، بحيث نلاحظ انعكاساته المتنوعة على الاقتصاد والمجتمع والعمران والعقليات، سواء كان خطابا أو فعلا مؤذيا،، فرديا أو جماعيا، مؤسسا أو تلقائيا، كما نلاحظ تعدد أشكاله وتداخلها. ويعتبر العنف السياسي المظهر الأكثر جلاء على مر العصور التاريخية، حيث تتعدد الإشارات إلى أساليبه وطرقه، من جز للرؤوس وصلب وبتر للأعضاء وسمل للعيون ونفي وتشريد، وتخريب للأوطان ومصادرة للأموال والممتلكات وتعذيب للخصوم. كما نجد في التاريخ ردود الفعل لتجنب ما يتعرض الناس له من ظلم وعنف، في شكل هبات أو ثورات جماعية أو ردود فعل فردية. إلا أن العنف يحضر أيضا على المستوى الاجتماعي بأشكال متعددة، بعضها شخصي وبعضها الآخر مؤسساتي، ونجد المجتمع يوفر سبل تبريره وقبوله ثقافيا، فيمنحه بذلك شرعية أخرى مغايرة للشرعية السياسية ومكملة لها، بخلفيات رمزية تسمح بالتمييز القائم على النوع والحقوق، ولا تسمح بتدبير الاختلاف وتقبله، بينما تسعى أطراف أخرى داخل المجتمع إلى تحريم العنف وتجريمه، من خلال الأعراف والمعتقدات الدينية والقوانين الخاصة للحفاظ على الأمن والاستقرار والتماسك الاجتماعي.
يتسع مفهوم العنف للعديد من الظواهر والسلوكات، بحيث يدخل فيه التمييز والتضييق على الأقليات وعدم تقبل الاختلاف وسوء تدبيره والحرمان من الحقوق الأساسية والتعسف في العقاب، وعدم المساواة أمام القضاء سواء في داخل الوطن، أو عند هجرته إلى الخارج طوعا أو قسرا، تجنبا للتضييق أو ضيق موارد العيش، حيث يجد المغربي نفسه معرضا في الغربة لأشكال إضافية من العنف.
ولا شك أن الإحاطة بموضوع العنف تحتاج إلى أكثر من ندوة، وما هذا الكتاب سوى نافذة صغيرة للإطلال على بعض الجوانب المتعلقة به، نأمل منها تحفيز المؤرخين على الاهتمام بموضوع العنف في مختلف أبعاده، وإغناء الخزانة التاريخية والبحث التاريخي لكي يتمكن الباحثون عموما من الاستفادة من التاريخ في فهم هذه الظاهرة وربطها بأصولها.
لقد شكلت هذه الأيام فرصة لتغيير منهجيتنا المرتبطة بالإعداد العلمي، حيث حرصنا على تلقى إسهامات الباحثين بشكل قبلي في صيغتها النهائية، وإحالتها على لجنة علمية متخصصة لفحصها وتقويمها، حرصا على الجودة العلمية المطلوبة في هذا النوع من الأبحاث. وهذه المنهجية هي التي سيتم اعتمادها مستقبلا في أيامنا الوطنية،كما عملنا على الرفع من جودة الإعداد التقني لهذا العمل، باعتمادنا ضوابط النشر التي أقرتها الجمعية، ونشرتها في موقعها الإلكتروني، مع ما تطلبه ذلك من مجهود وعناء.
لقد كان تنظيم الأيام الوطنية الواحدة والعشرين مناسبة للاحتفاء ببعض أعضاء الجمعية الذين أسدوا لها خدمات مهمة، ومارسوا مهاما أساسية في مكتبها، وقدموا للبحث التاريخي أعمالا أسهمت في إغنائه. وقد كنا سعداء بتقديم الدرع الفخري لعائلة لمرحوم محمد زنيبر والأساتذة الأجلاء محمد القبلي وإبراهيم بوطالب وجامع بيضا وعبد الرحمان المودن، اعترافا منا بالجميل، ورغبة في مد الجسور بين أجيال المؤرخين الذين ينتمون إلى الجمعية، ونأمل أن تستمر هذه المبادرة الحميدة لتشمل المزيد من الأعضاء.
كما كانت الأيام الوطنية مناسبة لإقامة تعاون متين مع مجلس الجالية المغربية بالخارج الذي أسهم بفعالية في إنجاح هذه التظاهرة، بتذليله للصعاب المادية واللوجيستيكية، والإسهام في إغناء الورقة الاقتراحية، وتقديم المقترحات بشأن الجلسات العلمية، وخاصة ما تعلق منها بصلة العنف مع تاريخ الهجرة والجالية المغربية بالخارج، وقد أثمرت هذا التعاون عن توقيع رسمي لعقد شراكة ضمن نشاطات المعرض الدولي الأخير للكتاب بالدار البيضاء.
ما كان لهذه الشراكة أن تنجح، لولا التفهم الكبير، والدعم المادي والمعنوي الذي لقيناه من الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية السيد عبد الله بوصوف، واقتراحاته البناءة، وشغفه بالبحث في تاريخ المغرب، كما لقينا تعاونا كبيرا وتلقائيا من إدارته، بجميع موظفيها وعلى رأسهم الزميل الأستاذ أحمد سراج، الذي سهر على تنفيذ كل الاتفاقات المبرمة بين الجانبين، وعلى إعداد عقد الشراكة وحفل التوقيع عليه.
والشكر موصول إلى وزارة الثقافة التي رحبت بكل أشكال التعاون مع الجمعية، وأبدت تفهمها للأهداف النبيلة التي يسعى الطرفان لخدمتها، ومكنت الجمعية من دعم مناسب، لتذليل بعض الصعاب المادية التي لا يخلو منها تنظيم في مستوى الأيام الوطنية للجمعية. والشكر موصول أيضا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، عميدا وإدارة على فتح رحابها لنشاطات الجمعية، إذ نعتبر أنفسنا مكونا أساسيا من مكونات هذه الكلية العريقة.
لا يفوتنا في الأخير شكر السادة الأساتذة الباحثين الذين شاركوا بأعمالهم في هذه الأيام، وتعاونوا مع مكتب الجمعية تعاونا وثيقا، فقدموا لنا إسهاماتهم جاهزة للطبع، وكذلك الأساتذة الأجلاء الذين ساهموا في فحص ومراجعة مواد هذا الكتاب، وبذلك سهلوا علينا مهمة إخراجه في وقت قياسي. كما نشكر كل الباحثين الذين بعثوا بمساهماتهم، ولم يتيسر لنا نشرها، مع تنويه خاص بكل أعضاء مكتب الجمعية ومنسقيها على بلائهم الحسن في التنظيم والإعداد والمتابعة وحسن الاستقبال، مما كان له أثره الكبير في نجاح هذه الأعمال.
عثمان المنصوري
محمد ياسر الهلالي
good book