تأملات في أول إصدار تاريخي عن الأساليب التكتيكية العسكرية
عبر تاريخ الحروب المغربية
لمؤلفه العقيد المتقاعد أحمد البسيري
د. براص محمد، أستاذ التاريخ المعاصر، عضو الجمعية المغربية للبحث لتاريخ العسكري
من الواضح أن معالجة أية قضية فكرية لا يمكن أن تكتسب قيمتها إلا في ضوء رؤيتها داخل السياق العام المحدد لها، وذلك وفق بنيتها المعرفية. والتي ترسم لها معالم التطور والتبلور.
ولا تكتمل الصورة وضوحا إلا بالكشف عن التفاعلات الإبداعية التي ساهمت في تحقيق نوع من التمايز داخل طبيعة المادة العلمية المحددة للموضوع. Maglia Anthony Davis والتي تستقي قيمتها بالنسبة للبحث التاريخي الأكاديمي من قيمة المصادر ونوعية الوثائق الموظفة في الدراسة.
تتأكد هذه المعاني بشكل بارز في طبيعة الكتاب الصادر حديثا عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط بعنوان : الأساليب التكتيكية العسكرية عبر تاريخ الحروب المغربية، من عهد الأدارسة إلى عهد العلويين قبل الحماية في 329 صفحة، والذي يحمل عنوانا تركيبيا نوعيا، يتأسس على بعدين معرفيين قلما تجمعهما الدراسات المعاصرة. إذ الأمر يتعلق برصد تاريخي تحليلي عميق ورزين للأساليب التكتيكية العسكرية عبر الحروب المغربية، وهو ما يحقق تمازجا محوريا متدفق بالمعاني العسكرية المدونة عبر ثنايا الأصول المصدرية الغميسة بشتى أنواعها، التاريخية المحضة والعسكرية المتخصصة.
وذلك عبر طابع علمي، أنتج دراسة تاريخية عسكرية مغربية متفردة على مستوى الإنتاجات العلمية المعاصرة.
بالتعمق في الكتاب، يلاحظ على أن الدارس لم يبني أطروحته في دراسة الأساليب التكتيكية عبر الحروب المغربية وفق سلسلة من المسلمات المختصة بمفاهيم عسكرية تكتيكية لازمت قوى أجنبية، إذ تميز العمل براهنيته وخصوصية الطابع المغربي في توظيف تلك الأساليب التكتيكية في الحروب.
Nike Air Max 2016 Femme بل إن الأمر لم يمثل إندفاعا متساوقا مع ضغط المعرفة العسكرية والمهنية التي يتوفر عليها المؤلف، أو تحت تأثير زخم المعلومات التاريخية، التي تتعلق بمجمل الحروب التي خاضها الجيش المغربي على اختلاف الفترات التاريخية. حيث جاء بناؤه للموضوع يحمل طابعا توليفيا ونظرة ثاقبة، لطبيعة وخصائص التكتيكات الحربية المغربية، مما جعل هذا العمل متميزا، ويغري بشغف الإطلاع عليه، ومن ثمة التعرف على أنماط حربية مغربية، قلما تعترف الإستوغرافية الغربية بوجودها. بل تنفي أصولها في التجربة المغربية، بالرغم من قدم نشأة الجيش المغربي، ودخوله فصل الصراعات الحربية المباشرة منذ مرحلة ما قبل التاريخ.
ومن ثمة يكتشف القارئ للكتاب جدة الموضوع وقيمته العلمية، بل الحاجة الماسة إليه في إغناء دور المكتبات المغربية، وتأصيله لمجال دراسي جديد مرتبط بالتاريخ العسكري المغربي. سيشكل من دون شك معينا فكريا، ليس للمهتم بالجانب التاريخي فحسب، بل أيضا لكل دارس لمجال الحروب. ويُمكنه من اكتساب أفكار واضحة، بناء على نمطية زمنية صرفة.
Goedkoop Air Max Nike تعتمد نظاما خاصا ومضبوطا للتواريخ، وُفق فيه المؤلف عبر خمسة أبواب متناسقة ومنسجمة.
لقد احتكمت هذه الأبواب من الناحية المعرفية إلى مبدأين أساسين، أولهما تحقيبي محض، ينطلق من عهد الأدارسة ويمتد إلى العهد العلوي قبيل نظام الحماية.
والثاني يستند إلى تقطيع معرفي دقيق ومختص في المجال العسكري. يشمل التحول والتطور في توظيف مجال الأسلحة، فضلا عن تغير طبيعة التنظيمات العسكرية المغربية، وكل ما يرتبط بتوظيف الخطط الخداعية وأسلوب التحصين. Air Max 2017 Dames groen asics kinsei 4 gel كما يتطرق الكتاب إلى دراسة الجوانب التكتيكية في خوض المعارك البحرية. وذلك بحكم القيمة الحضارية التي يشكلها المجال البحري في تاريخ المغرب، وصلته بقوة الجيش وتطور أساليب خوض حروبه. Canotte Chicago Bulls وهو مجال دقيق بحكم ندرة المادة المصدرية، وصعوبة تحليلها والوقوف على طابع التمايز عبرها، مع الحفاظ على تطور تاريخي مضبوط زمانيا ومكانيا.
وإذا كانت ظاهرة الحرب في التاريخ، تعد من أهم الظواهر التي شغلت الكتاب والدارسين، خاصة على مستوى الأسباب والمسببات، وحفلت بها العديد من الدراسات، في ما يعرف بآداب الحرب، فإن المؤلف وضعها في هذا المؤلف ضمن سياق لا يبتعد عن المنظور الخلدوني للحرب، حيث اعترف بوجود تنوع فيها، فهي : “أنواع المقاتلة في الخليقة منذ برأها الله…، وهو أمر طبيعي في البشر لا تخلو منه أمة ولا جيل”. ذلك التنوع في خوضها ومباشرتها من قبل الجيش المغربي، كان هاجس المؤلف في دراسته. Nike Air Max 90 Pas Cher ومن ثمة دأب على التركيز في رصده التاريخي لها، على طبيعة الممارسة القتالية الملزمة لخوض المعارك على اختلاف مجالاتها وطبيعة حيثياتها، وتنوع إطارها الزماني. فهي موجبة في تكتيكاتها لعدد من الآليات، تتساوق مع نوعية المعركة، بل تتغير حينا آخر في أسلوبها وشروطها نحو مبادئ آنية، تفنن القادة المغاربة في ابتكارها، وتوظيفها حسن التوظيف.
فالأمر في مجال تطوير التكتيكات الحربية لم تختص به دولة دون أخرى من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، بل يُثبت المؤلف أنه كان شموليا. فمن أساليب الجيش الإدريسي الذي تشبع بالتكتيك العسكري في إطار النمط الإسلامي، بل جمع ما بين الإرث العسكري القديم المتواجد بالمغرب والمستجدات الحربية التي جاءه بها القادة المسلمون، نحو تطور خاص في تلك الأساليب التكتيكية خلال العصر المرابطي، وما أعقبه من تحول في العصور اللاحقة على مستوى الجيش الموحدي والمريني والسعدي والعلوي. Hollister Magasin وهي قوات كانت دائما -كما يثبت المؤلف عبر نصوصه الدقيقة- تَجد في إبداع أساليب تكتيكية وصور حربية نوعية، غالبا ما شكلت عنصر المفاجأة للعدو، وأفضت إلى تحقيق النصر السريع.
وإذا كانت الحرب تعد محفزا حقيقيا على الاختراع، فإن المؤلف عمل ضمن الكتاب على تتبع مجال تطور الأسلحة في تاريخ المغرب، وربطها بطبيعة توظيفها في المعارك، وعلاقتها بنوعية التكتيكات المطبقة في الحروب، وهو في ذلك يقدم خدمة جليلة لمجال تاريخي لازال في بدايته، الأمر يتعلق بتاريخ التقنيات بالمغرب، منسجما مع رواد دعم هذا الاتجاه والداعيين إليه. Fjallraven d’Occasion من أمثال أندريه لوروا غورهان (André Leroi-Gourhan)، وما قدمه محمد المهناوي في دراسته حول تاريخ السلاح الناري، من دون أن تُرعب التقنية المؤلف بالتخصص الدقيق، لما يلزم ذلك من ولوج عالم التقنيات الحربية ووسائل صناعة الأسلحة. Nike Air Max 1 męskie białe Zapatillas Nike Air Max Baratas وخاصة بعد ظهور السلاح الناري.
غير أن قيمة الكتاب تكمن أيضا في ربط المؤلف ما بين المكونات التقنية لطبيعة الأسلحة وشروط توظيفها في المعارك، وما بين الاعتماد على مقومات حربية خاصة، تستجيب للتكتيكات الحربية التي وضعها قادة الجيش المغربي لقواتهم في المعارك. Fjallraven Kanken NO.2 UK وهو ما يعد إغناءا حقيقيا لما يُعبر عنه “بالثقافة المادية”. فكان المؤلف حينها مُنسجما مع مَقصد جاك لوغوف، الذي أبرز قيمة العناصر القوية في الحياة المادية للغرب الوسيط. Nike Nettbutikk ومن ثمة جاءت نتائج الدراسة تعبيرا حقيقيا على التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي طالت المجتمع المغربي، في علاقته بنوعية تطور آلياته الحربية. وطبيعة مكونات الجيوش وخصائصها التنظيمية من حقبة زمنية إلى أخرى.
لقد راهن المؤلف على هذا الاتجاه خارج التأويلات الإيديولوجية التي ترتبط بمسألة السبق الحضاري في اختراع بعض الأسلحة والآلات الحربية. حيث ظل همه الأساس، متمثلا في ملازمة تلك العلاقة الوطيدة ما بين تطور التقنيات الحربية وطبيعة التكتيكات المطبقة في مسارح العمليات، دون أن يغفل الرد على بعض الأطروحات الأجنبية، والتي غالبا ما تميل نحو السبق الأوربي في صناعة بعض الأدوات الحربية.
يُستخلص عموما، أن المؤلف استطاع وضع بحث جريء في مجال الدراسات التاريخية العسكرية المغربية، حيث برهن صاحبه على قدرة خاصة في الجمع ما بين المفاهيم العسكرية المحضة وما بين شروط الكتابة التاريخية. واعيا برزانة المؤرخ ومشاق عمليات التوثيق الدقيق، ومقدما في الوقت نفسه باكورة نظرته العسكرية في مجال التكتيكات الحربية، وتحليل مضمونها، والتعبير عن مختلف آلياتها. كل ذلك وفق قاموس لغوي مضبوط، من حيث طبيعة المصطلحات ومعانيها الموظفة في سياقها التاريخي بإحكام.
